دور المنطق المبهم في تطوير الذكاء الاصطناعي: من المنطق التقليدي إلى الذكاء التوليدي د. رجاء بنحيدا مقدمة: في عصر تتشابك فيه خيوط الواقع الافتراضي بالواقع الملموس، وتتصارع فيه كميات هائلة من البيانات غير المؤكدة، يبرز المنطق المبهم كبوصلة ترشدنا في متاهات التعقيد. لم يعد العالم يقتصر على ثنائية "صواب" و"خطأ"، بل يزخر بدرجات متفاوتة من الحقيقة، وتداخلات غامضة بين المفاهيم. من هنا، تنطلق هذه الدراسة لاستكشاف العلاقة الجدلية بين المنطق التقليدي الذي أسس دعائم التفكير المنطقي، والمنطق المبهم الذي يفتح آفاقًا جديدة لفهم العالم. ونسعى إلى تحليل الدور المحوري الذي يلعبه المنطق المبهم في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي، خاصةً في مجال الذكاء التوليدي الذي يلامس حدود الإبداع البشري. هل يمكن للمنطق المبهم أن يكون المفتاح لتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تتجاوز المحاكاة إلى الإبداع الحقيقي؟ وكيف يمكننا تسخير قوته للتغلب على التحديات الأخلاقية والمعرفية التي تفرضها هذه التقنيات؟ المنطق التقليدي والمبهم: مقارنة وتحليل: يعود الفضل في تطوير المنطق المبهم إلى العالم الأذربيجاني لطفي...
الخوارزميات والعقل: هل هي مجرد أدوات أم انعكاس لعقولنا؟ من إعداد : د. رجاء بنحيدا أول ما يتبادر إلى أذهاننا ونحن نعد موضوعا عن الخوارزميات، ان نحن بصدد البحث عنه مجموعة من الأسئلة يمكن أن أضعها مرتبة على الشكل التالي : -هل يمكن للخوارزميات المعقدة أن تطور نوعا من الوعي الذاتي؟ - هل يمكن اعتبارها عقولا اصطناعية؟ هذه الأسئلة تطرح تحديات عميقة لفهمنا للطبيعة الإنسانية والوعي. أما الأسئلة المرتبطة بالتمثيل والمعنى يمكن طرحها على الشكل التالي: - كيف يمكن الخوارزميات أن تمثل العالم الحقيقي؟ - هل هي مجرد نماذج مبسطة، أم أنها قادرة على فهم المعنى الحقيقي للأشياء؟ في الحقيقة هي أسئلة شائكة ومثيرة حول علاقة الخوارزميات بالعقل البشري، وهي في نفس الوقت أسئلة تشغل بال الفلاسفة والخبراء المختصين على حد سواء. الخوارزميات والوعي الذاتي: هل الآلة تفكر؟ الوعي الذاتي هو تلك القدرة الفريدة للإنسان على إدراك ذاته ووجوده، وهذه القدرة لا تزال ولاشك ...