مؤسس لعبة Papers, Please هو لوكاس بوب (Lucas Pope). وهو مطور ألعاب مستقل عمل سابقًا في شركة Naughty Dog الشهيرة، حيث ساهم في تطوير سلسلة ألعاب Uncharted.
وفكرة هذه اللعبة المبتكرة تضع اللاعب في دور موظف هجرة يتخذ قرارات صعبة.وقد حققت له هذه اللعبة نجاحا كبيرا بعد ان تفرغ لها ولتطويرها وبعد ان تخلى عن عمله الوظيفي ، وفعلا حازت اللعبة على إشادة الناقدين والمهتمين والمطورين ، لتأثيرها وأثرها على صناعة الألعاب المستقلة.
Papers, Please: تحديات أخلاقية في عالم بيروقراطي
Papers, Please هي لعبة فيديو مستقلة تم تطويرها بواسطة لويس بينيديكتو. اللعبة تضع اللاعب في دور موظف هجرة في دولة بوليسية خيالية تدعى أركستوف، حيث يتعين عليه فحص الوثائق وتحديد من يُسمح له بدخول البلاد ومن يُمنع.
جوهر اللعبة:
• بيئة قاسية: تدور أحداث اللعبة في كشك صغير على الحدود، حيث يتعرض اللاعب لضغوط شديدة من أجل اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة.
• قواعد متغيرة: تتغير القواعد واللوائح باستمرار، مما يجبر اللاعب على التكيف والتأقلم مع الوضع الجديد.
• قرارات صعبة: يواجه اللاعب قرارات أخلاقية صعبة، حيث يتعين عليه الموازنة بين تطبيق القوانين وحماية الأبرياء.
• عواقب حقيقية: لكل قرار يتخذه اللاعب عواقب، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تؤثر على حياة الأشخاص الذين يفحص وثائقهم.
أبرز ما يميز اللعبة:
• الواقعية: اللعبة تتميز بواقعية شديدة، حيث يتم تمثيل تفاصيل الحياة اليومية في الدولة البوليسية.
• الأبعاد الأخلاقية: تثير اللعبة أسئلة أخلاقية عميقة حول الهوية، والسلطة، والعدالة، والإنسانية.
• الاعتماد على الوثائق: تعتمد اللعبة بشكل كبير على فحص الوثائق، مما يجعل اللاعب يشعر وكأنه يعمل في بيئة بيروقراطية حقيقية.
• التحدي الذهني: تتطلب اللعبة من اللاعب التركيز والانتباه إلى التفاصيل، وحل الألغاز البسيطة.
أهمية اللعبة:
• التوعية: تساهم اللعبة في التوعية بأهمية حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية.
• التفكير النقدي: تشجع اللعبة اللاعب على التفكير النقدي واتخاذ القرارات الصعبة.
• التعرف على الأنظمة البيروقراطية: تتيح اللعبة لللاعب فرصة التعرف على كيفية عمل الأنظمة البيروقراطية وتأثيرها على حياة الناس.
أوجه الشبه بين لعبة Papers, Please وما يحدث في المناطق المحاصرة : نظرة تحليلية
تقدم لعبة "أوراق، من فضلك" (Papers, Please) تجربة فريدة من نوعها، حيث تضع اللاعب في دور موظف هجرة يتخذ قرارات صعبة تحت ضغط شديد. وعلى الرغم من كون اللعبة خيالية، إلا أنها تحمل العديد من أوجه الشبه مع الواقع المعاش في المناطق المحاصرة ، خاصة فيما يتعلق بالتحكم في الحركة والفحوصات الأمنية الصارمة.
أبرز أوجه الشبه:
1. الفحوصات الصارمة والوثائق:
o في اللعبة: يتعين على اللاعب فحص الوثائق بدقة للتأكد من صحتها، واتخاذ قرار بشأن السماح بدخول الأشخاص أو منعهم.
o في المناطق المحاصرة يخضع سكان هذه المناطق لفحوصات أمنية صارمة عند المعابر، ويتطلب منهم تقديم مجموعة متنوعة من الوثائق، مما يعرضهم للإبطاء والتأخير.
2. السلطة المتمركزة:
o في اللعبة: يتخذ اللاعب القرارات نيابة عن سلطة أعلى، ويتحمل المسؤولية عن العواقب.
o في المناطق المحاصرة: تفرض السلطات المسيطرة سيطرةً كاملة على المعابر، وتتحكم في حركة الأشخاص والبضائع.
3. الضغط النفسي:
o
o في اللعبة: يتعرض اللاعب لضغط نفسي كبير نتيجة اتخاذ قرارات تؤثر على حياة الآخرين.
o في المناطق المحاصرة: يعيش سكان هذه المناطق تحت ضغط نفسي مستمر بسبب الحصار والحروب المتكررة، مما يؤثر على حياتهم اليومية.
4. القرارات الأخلاقية الصعبة:
o في اللعبة: يواجه اللاعب قرارات أخلاقية صعبة، حيث يتعين عليه الموازنة بين تطبيق القوانين وحماية الأبرياء.
o في المناطق المحاصرة : يواجه المحاصرون قرارات صعبة يوميًا، مثل السفر للعلاج أو الزيارة العائلية، حيث يتعرضون لخطر الرفض أو التأخير.
5. الوضع الإنساني:
o في اللعبة: تؤثر القرارات التي يتخذها اللاعب بشكل مباشر على حياة الأشخاص الذين يفحص وثائقهم.
o في المناطق المحاصرة يؤثر الحصار على الحركة والوصول إلى الأساسية، مما يؤثر سلبًا على الوضع الإنساني لسكان هذه المناطق .
التأثير الثقافي والاجتماعي للعبة Papers, Please
لعبة "أوراق، من فضلك" (Papers, Please) لم تكن مجرد لعبة فيديو ترفيهية، بل تجربة تفاعلية أثارت نقاشات عميقة حول قضايا ثقافية واجتماعية بالغة الأهمية. إليك بعض التأثيرات التي أحدثتها اللعبة:
1. التسليط على القضايا الإنسانية:
• البيروقراطية والقمع: سلطت اللعبة الضوء على الآثار السلبية للبيروقراطية الزائدة والقمع، وكيف يمكن أن تحول حياة الناس إلى جحيم.
• حقوق الإنسان: أثارت اللعبة أسئلة مهمة حول حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، وكيف يمكن أن تتأثر هذه الحقوق في ظل الأنظمة الاستبدادية.
• اللجوء والهجرة: تناولت اللعبة موضوع اللجوء والهجرة بشكل عميق، مما أثار نقاشات حول معاناة اللاجئين والظروف التي تجبرهم على ترك أوطانهم.
2. تحفيز التفكير النقدي:
• اتخاذ القرارات: دفعت اللعبة اللاعبين إلى اتخاذ قرارات صعبة، مما حفزهم على التفكير النقدي والتساؤل عن العواقب المحتملة لكل قرار.
• التساؤل عن السلطة: شجعت اللعبة اللاعبين على التساؤل عن طبيعة السلطة وكيفية تأثيرها على حياة الأفراد.
• التعاطف مع الآخرين: ساعدت اللعبة اللاعبين على فهم معاناة الآخرين والتعاطف معهم، خاصة أولئك الذين يعيشون في ظروف صعبة.
3. الإلهام الفني والإبداعي:
• مصدر إلهام: ألهمت اللعبة العديد من الفنانين والموسيقيين والكتاب، حيث استخدموها كمصدر إلهام لإنشاء أعمال فنية تعبر عن أفكارهم حول القضايا التي طرحتها اللعبة.
• تطوير الألعاب: أثرت اللعبة على طريقة تصميم الألعاب، حيث أصبحت هناك رغبة أكبر في إنشاء ألعاب تعليمية وتفاعلية تتناول قضايا اجتماعية مهمة.
4. التأثير على الرأي العام:
• توعية المجتمع: ساهمت اللعبة في توعية جزء كبير من المجتمع بالقضايا الإنسانية والسياسية، ودفعت الناس إلى التفكير بشكل أعمق في العالم من حولهم.
• الحوار المجتمعي: أطلقت اللعبة حوارًا مجتمعيًا حول قضايا مثل العدالة الاجتماعية والحقوق المدنية.
تقدم لعبة "أوراق، من فضلك" رؤية مصغرة لما يعيشه سكان غزة تحت الحصار. على الرغم من الاختلافات الكبيرة بين اللعبة والواقع، إلا أن كلاهما يسلطان الضوء على الآثار الإنسانية للسيطرة والتحكم في الحركة..
لعبة Papers, Please هي أكثر من مجرد لعبة فيديو، فهي تجربة تفاعلية تثير الأسئلة وتدفع اللاعب إلى التفكير في القضايا الأخلاقية والمعنوية.
