فيروس التباهي في زمن التلاشي
فيروس التباهي في زمن التلاشي
اول ما تتصفح مواقع التواصل تكتشف عالما غريبا متناقضا ، مختلفا، عالما فيه من الفيروسات ما فيه ،ما ظهر وما خفي ، لكن الفيروس الذي سأتحدث عنه اليوم هو فيروس التباهي إذ يحرص بعض المستخدمين على مشاركة صور ومقاطع فيديو توثق إنجازاتهم المادية أو رحلاتهم الفارهة أو ممتلكاتهم الثمينة، سعيًا لجذب الانتباه وإثارة إعجاب المتابعين.
لكن ، ما مدى صدق هذه الصور وهذه الإنجازات وهذا التفاخر والتباهي ؟! ولماذا أضحى الناس مرضى ب الإعجابات وعطشى للايكات وما دوافع هذا الفيروس؟
أول هذه الدوافع العطش إلى التقدير الاجتماعي: يسعى البعض من خلال التباهي على مواقع التواصل إلى الحصول على تأكيدات من الآخرين حول قيمتهم الاجتماعية، ورفع مكانتهم في نظر أقرانهم.
- الشعور بالإنجاز: قد يلجأ بعض الأشخاص إلى مشاركة إنجازاتهم المادية أو رحلاتهم الفارهة كطريقة للتعبير عن شعورهم بالإنجاز والفخر.
- المقارنة الاجتماعية: قد يدفع الشعور بالنقص أو الحسد بعض الأشخاص إلى التباهي بما يملكونه في محاولة لإثبات تفوقهم على الآخرين.
- السعي وراء الشهرة: قد يستغل بعض الأشخاص مواقع التواصل الاجتماعي لبناء قاعدة جماهيرية والوصول إلى الشهرة من خلال مشاركة محتوى مثير للجدل، بما في ذلك صور ومقاطع فيديو تظهر أسلوب حياتهم المختلف.
تأثيرات فيروس التباهي:
الآثار السلبية:
- الشعور بالنقص والحسد: قد يؤدي التعرض المتكرر لمحتوى التباهي على مواقع التواصل إلى شعور بعض المستخدمين بالنقص والحسد تجاه ما يملكه الآخرون، مما قد يُؤدي إلى مشاعر سلبية مثل الاكتئاب والقلق.
- الترويج للمادية: قد تُساهم ظاهرة التباهي في تعزيز ثقافة المادية في المجتمع، حيث يصبح التركيز على الممتلكات الثمينة والأسلوب الفخم على حساب القيم الأخلاقية والثقافية.
- الشعور بالظلم الاجتماعي: قد يُؤدي التباين الكبير في مستويات المعيشة بين أفراد المجتمع إلى شعور بعض الأشخاص بالظلم الاجتماعي، خاصةً عند مشاهدة صور ومقاطع فيديو توثق أسلوب حياة فخم لا يمكن الوصول إليه.
الآثار الإيجابية:
- التحفيز والإلهام: قد تُشكل مشاركة قصص النجاح والإنجازات على مواقع التواصل مصدرًا للتحفيز والإلهام للآخرين، خاصةً للشباب الذين يسعون لتحقيق أهدافهم.
- الترويج للسياحة: قد تُساهم مشاركة صور ومقاطع فيديو من رحلات سياحية في الترويج للمواقع السياحية وجذب المسافرين.
- تعزيز التواصل الاجتماعي: قد تُساعد مشاركة المحتوى الشخصي على مواقع التواصل في تعزيز التواصل الاجتماعي وبناء العلاقات بين الأشخاص.
كيفية التعامل مع فيروس التباهي:
- الوعي الذاتي: من المهم أن نكون على دراية بمشاعرنا عند التعرض لمحتوى التباهي على مواقع التواصل، وأن نتجنب مقارنة أنفسنا بالآخرين.
- التركيز على الإيجابيات: بدلاً من التركيز على ما يملكه الآخرون، من المهم أن نركز على الإيجابيات في حياتنا الخاصة ونكون شاكرين لما لدينا.
- التفاعل الإيجابي: بدلاً من الشعور بالحسد أو الاستياء، يمكننا التفاعل الإيجابي مع محتوى التباهي من خلال كتابة تعليقات إيجابية أو مشاركة مشاعرنا الخاصة.
- الاستخدام الواعي لمواقع التواصل: من المهم أن نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واعٍ ونحدد أوقاتًا محددة للدخول إليها، مع تجنب التعرض المفرط لمحتوى التباهي.
تعليقات
إرسال تعليق