إبداع في الإجرام في سجن صيدنايا

 










إبداع في الإجرام في سجن صيدنايا: جحيم على الأرض

مع التركيز على تصريحات المعتقل  ماهرأسبر :

مقدمة :

عندما نتحدث عن "الإبداع" في سياق الجريمة والاعتقال، فإننا نخطو إلى منطقة غامضة ومعقدة، تتقاطع فيها العديد من العلوم، من علم النفس إلى علم الاجتماع، والقانون. فالإبداع، بمعناه التقليدي، مرتبط بالإنتاج الجديد والمبتكر، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجرائم، فعن أي إبداع سنتحدث ، وهو مرتبط بالجريمة والاعتقال والتعذيب، كما هو الحال في سجن صيدانايا وغيره من السجون الأخرى ،  مما يثير سؤالاً أخلاقياً وإنسانياً بالغ الأهمية. فكيف يمكن أن يتداخل مفهوم الإبداع مع أفعال وحشية كهذه؟ وهل يصح ربط هذا المصطلح ب أفعال وهندسات إجرامية وسلوكيات لا ترتقي ولا تجعل من الفاعل إلا مبدع إجرام  بشكل مقرف ، مظلم ، حيواني  ! !

الإبداع المظلم في سجن صيدانايا:

سجن صيدنايا، اسم ارتبط بالرعب والمعاناة، ويعد من  أحد أبرز رموز القمع والانتهاكات التي شهدتها سورية  على مدى عقود. يقع هذا السجن العسكري على بعد حوالي 30 كيلومتراً شمال دمشق، وقد اشتهر بأساليبه الوحشية في التعذيب والقتل، مما أكسبه لقب "السجن الأحمر". لكن لماذا سمي بالسجن الأحمر؟

سمي سجن صيدنايا بهذا الاسم المشؤوم بسبب الممارسات الوحشية التي ارتكبت فيه، والتي شملت عمليات إعدام جماعية يومية تقريباً، وتعذيباً وحشياً لا يوصف، وظروف احتجاز غير إنسانية أدت إلى معاناة لا توصف للسجناء، مما جعل هذا السجن رمزاً ل:



  • عمليات الإعدام الجماعية: شهد السجن عمليات إعدام جماعية واسعة النطاق، حيث كان يتم إعدام السجناء بشكل يومي تقريباً، وغالباً ما يتم دفنه جثثهم في مقابر جماعية.
  • التعذيب الوحشي: تعرض السجناء في صيدنايا لأبشع أنواع التعذيب، والتي شملت الضرب المبرح، الحرق، الصعق الكهربائي، الحرمان من النوم والطعام، والتعذيب النفسي.
  • ظروف الاحتجاز غير الإنسانية: كانت ظروف الاحتجاز في السجن مزرية للغاية، حيث يعاني السجناء من الاكتظاظ الشديد، ونقص التهوية والإضاءة، والنظافة السيئة، مما أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة.

وأيضا منفردا  :  

  • بتصميم خاص ومعقد : تصميم سجن صيدانايا ذاته يمكن اعتباره "إبداعاً" من نوع خاص، حيث تم تصميمه بشكل متعمد ليعزل السجناء ويعذبهم، مع الأخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل الدقيقة التي من شأنها أن تكسر إرادة الإنسان.
  • بأساليب التعذيب اللاإنسانية  : تم تطوير أساليب تعذيب جديدة ومبتكرة داخل جدران صيدانايا، والتي تهدف إلى تحقيق أقصى قدر من الألم والمعاناة النفسية والجسدية للسجناء.
  • بالسيطرة على العقول : تم استخدام أساليب نفسية متقدمة للسيطرة على عقول السجناء وكسر إرادتهم، مما يشكل نوعاً من "الإبداع" في مجال التلاعب النفسي.


يمكن اعتبار تصميم سجن صيدنايا "إبداعاً" من نوع خاص، حيث تم تصميمه بشكل متعمد ليعزل السجناء ويعذبهم، مع الأخذ بعين الاعتبار كل التفاصيل الدقيقة التي من شأنها أن تكسر إرادة الإنسان. هذا التصميم المشؤوم، بالاقتران مع أساليب التعذيب اللاإنسانية التي تم تطويرها داخل جدرانه، ساهم في خلق بيئة جهنمية لا مثيل لها.

بل هو  تصميم مروع لسجن جهنمي  ترك آثاراً عميقة لا تمحى في نفوس الضحايا والمجتمع ككل، وكل هذه الحرائم  التي ارتكبت فيه، والتي تم توثيقها بشكل واسع، ستظل  جرحاً غائراً في الذاكرة الجمعية للشعب السوري.وفي ذاكرتنا كباحثين مهتمين ..

هو تصميم   لجرائم  تمثل انتهاكاً صارخاً لكرامة الإنسان، هي لن ولن  تسقط بالتقادم إطلاقا وابدا .

آثار سجن صيدنايا

ترك سجن صيدنايا آثاراً نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا وعائلاتهم والمجتمع السوري بشكل عام. وقد أدت هذه الجرائم إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في سورية ، ودفعت بالعديد من السوريين إلى الهجرة واللجوء.

تصريحات ماهر: نافذة على جحيم صيدنايا

ماهر، السجين السابق والمعتقل في صيدنايا، قدم شهادات مؤثرة تكشف عن حجم المعاناة التي عاشها هو وغيره من المعتقلين. تصريحاته، والتي يجب التحقق منها بشكل مستقل، رسمت صورة مروعة عن الحياة داخل السجن، حيث وصف:



  • الظروف المعيشية المتردية: ازدحام شديد، نقص التغذية، انعدام النظافة، وأمراض مستشرية.
  • التعذيب الوحشي: أساليب تعذيب بدنية ونفسية متنوعة، منها الضرب الشديد، الحرمان من النوم، والتعرض للصدمات الكهربائية.
  • القتل الجماعي: عمليات إعدام جماعية دورية لعدد كبير من المعتقلين.

أهمية شهادات السجناء السابقين

تعتبر شهادات السجناء السابقين مثل ماهر شاهداً حياً على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبت في سجن صيدنايا. هذه الشهادات تلعب دوراً حاسماً في:

  • توثيق الجرائم: تساهم في بناء قاعدة بيانات عن الانتهاكات التي وقعت في السجن.
  • ملاحقة الجناة: تشكل أدلة مهمة في المحاكمات الدولية.
  • رفع الوعي العالمي: تساعد في لفت انتباه العالم إلى مأساة المعتقلين في سوريا.

أبعاد قضية صيدنايا

تتجاوز قضية سجن صيدنايا حدود السجن نفسه، فهي تعكس انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان في سورية. هذه الانتهاكات تشمل:

  • الاعتقال التعسفي: اعتقال الآلاف من المدنيين دون وجه حق.
  • الاختفاء القسري: اختفاء عدد كبير من المعتقلين دون ترك أي أثر.
  • القتل خارج نطاق القانون: إعدام الآلاف من الأشخاص دون محاكمة عادلة..

إن الحديث عن "الإبداع" في سياق سجن صيدانايا هو أمر مثير للاشمئزاز، ولكنه ضروري لفهم عمق الجريمة التي ارتكبت هناك. يجب أن ندرك أن الإبداع ليس دائماً إيجابياً، وأن هناك جانباً مظلماً للإبداع يمكن استخدامه لأغراض شريرة. إن مكافحة مثل هذه الممارسات تتطلب تضافر الجهود على المستوى العالمي، وتغيير جذري في النظم السياسية والقانونية التي تسمح بارتكابها.




 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة